الجريدة اليومية

في الخــارج

شعر: سعيد أنوس

في الخارج،

حيث محتوى الريح يجدف بالأتعاب

ويَمَّحي أثر الوجود.

وحده أثر الوحدة يتجلى.

في الخارج،

لا حقيقة للحي إلاَّ في الخفاء.

ضجيج اللغات يُلغي العقائدَ

ويمجد الحنين

ـ الحنينَ القاتلَ ـ

في الخارج

اللسان يُهرطقُ ولاَ عقل يُسعف اللغةَ.

الصداقة أُخُوةٌ مضادةٌ

يَعنُّ لها دائما أن تلهو

بأعطاب الانتماء.

ـ وليس من أليف ـ

غيرُ أشجار تتعرى في فصلها المعتاد

وشمس قليلة

تخرق سمك الغيوم الثقيلة

الغيوم الآتيةِ من جهة البحر القديم.

في الخارج،

المناجم أَقْفَلَتْ

وَرِئَةُ الأَرْضِ لفظتْ

مَعاوِلَ عِمّالٍ أَنْهَكَهُم وَهْمُ

ازدهارٍ فاسدٍ،

هُم الآنَ يُمجدون الماضي

تاركين الحاضِرَ يلهو بالأبناء.

الأبناء البَرَرَة

المفرطون في استهلاك الحديد

والنيرفانا الجديدة.

في الخارج،

المنفى يهترئُ

في النسيان.

والمُعْتَرَكُ في قلب الأنفاق يشْتَدُّ

ويُحَلِّقُ بأبعاد الأرض.

الأرض الباردة عند كل شتاء.

بأضلافها تُجْلِدُ الصبرَ

وتقشر الحنين.

في الخارج

الحَيُّ يتجَرَّدُ من نوعه

كما تُجَرَّدُ الصورة من مفهومها.

في الخارج

لا طُرُقٌ تقود السيرَ ولا منازل

تُثَبِّتُ القلب على النبض.

لا نهارٌ مَرِحٌ يُشْهِرُ

على الخلق حَظَّهُ.

ولا ليل يقود سفينته

نحو مرفأ الروح.

في الخارج،

الحيرة تطبق على الجسد.

والأطراف تتيه في سديم العواصم.

في الخارج

 ليس هناك أهداف.

كل الأهداف استَنْفَذَتْ

جدوى كفايتها

وانَفَرَطََ عِقدُ مصوغاتها.

هكذا في الخارج.

يَمَّحي أثر الوجود....

وَحْدَهُ أثر الوَحدةِ يتجَلَّى...

ولا حقيقةَ لِلْحَيِّ

إلاَّ في الخفاء.

GENK 8/12/2004

ANVERS 6/04/2006

Belgique

شاعر مغربي مقيم في بلجيكا.

مرحبا بكم في فضاء مفكرة الشخصية